The computerworld
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The computerworld

عالم الابداع والتميز
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية * دولة اسمها الأمل * للروائي طلال غزال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salankte
Admin
salankte


عدد الرسائل : 76
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 07/02/2007

رواية * دولة اسمها الأمل * للروائي طلال غزال Empty
مُساهمةموضوع: رواية * دولة اسمها الأمل * للروائي طلال غزال   رواية * دولة اسمها الأمل * للروائي طلال غزال Icon_minitimeالجمعة فبراير 09, 2007 5:24 am

center]مدخل للرواية

محاضرة الأستاذ ناجي المتوكل أستاذ التاريخ في مدرسة المعرفة الثانوية حالياً ، ومدرسة الطيف الثانوية في نويران سابقاً .

أبنائي الطلبة والطالبات

أمامكم أقف أنا الرجل الكهل الذي جاوز نهاية العقد السابع من عمره لأروي لأبنائي وبناتي الأحباء تاريخ بلدهم وأمتهم .
إنكم تعيشون اليوم في بيوت آمنة بين أهليكم وفي دولة الأمل والإيمان ، ولم يدرك أحد منكم أنه قبل أن تولدوا وتحديداً قبل عشرين سنة قامت على هذه الأرض الصحراوية دولة قوية ذات جبروت وسلطان اسمها دولة جيطان .
أبوكم وربما جدكم ناجي عاش أكثر عمره في تلك الدولة الجيطانية وكان من سكان عاصمتها نويران الساحلية ،وقد درست في مدارسها مادة التاريخ التي ما زلت أمارسها .
كانت جيطان بلاد صغيرة المساحة صحراوية جافة كما هي الآن ، شديدة الحرارة صيفاً قليلة الموارد والمياه ، والصحراء الشاسعة
ينهي رمالها مياه البحر المالحة في الغرب وسلسلة جبال الربايا في الشرق ، تلك كانت جغرافية وطننا سابقاً وما زالت .
كان شعب جيطان متعدد الأعراق والأجناس ، لقد كنا أربعة شعوب مختلفة في كل شيء من الثقافة إلى الدين إلى اللغة ولم يجمعنا الاّ مظلة واحدة هي مظلة الدولة الجيطانية ، وأجد من واجبي تجاه ابنائي وبناتي ان أحكي لكم حكاية كل شعب فأنتم اليوم أمة واحدة لا يفرق بينها شيء على الرغم من أنكم أحفاد ذلك العهد البائد .
سكان هذه الصحراء الأصليون هم شعب اسمه الصبار ، قبائل امتهنت الزراعة ورعاية الماشية بأنواعها ويحكمها نظام قبلي صارم، وعلى رأس الهرم شيخ القبيلة الاكبر ثم شيوخ الفروع الأقل شأناً .
كان مركز ولاية الصبار مدينة البصيرة الصغيرة التي تقع في الجانب الشرقي وإلى ظهرها تشمخ جبال الربايا العالية التي فصلت دولة جيطان عن جارتها الكبرى دولة كرمان ، وإلى جنوب البصيرة يمر وادي السرداب مقتحماً الصحراء حتى ينتهي في البحر غرباً ، وعلى ضفتي الوادي استوطن معظم الصبار فمنه يشربون وعلى أرضه يزرعون ويرعون ماشيتهم .
كان شعب الصبار شجاعاً كريماً تخلى عن جذوره العرقية وانخرط بهمة في بناء دولة جيطان الحديثة، ولضعف التعليم بين أبنائه وعدم خبرته بالتجارة والصناعة استحوذ الصبار على معظم الوظائف العسكرية في الدولة أي الجيش والشرطة بالإضافة إلى وظائف الدولة الدنيا .
أما القومية الثانية في جيطان فهي شعب اسمه الديار وهم سلالة التجار الذين استقروا في مدينة نويران، الميناء البحري والمركز التجاري.
الديار لا ينتسبون لجد واحد أو قبيلة واحدة إذ جاؤوا من عدة مناطق قريبة أو بعيدة ليكونوا مجتمع التجار المتماسك والذي يبحث عن السوق ، المكسب دائماً ، لذلك كانت عائلاتهم العريقة تنتسب إلى التجارة التي امتهنتها وورثتها لأبنائها ،وعيب مجتمع الديار هو ذلك النظام الطبقي الذي اتبعوه والذي يفرق بين أفراده ، فطبقة كبار التجار لها المكانة العليا ولا يحق للأقل شأناً الزواج او المشاركة في من هم أعلى طبقة منهم .
درج الديار على حب العلم والأدب وحرصوا على أن يعلموا أبناءهم منذ الصغر القراءة والكتابة والحساب والجغرافيا واللغات .
لعب الديار دوراً ريادياً في نهضة اقتصاد جيطان وسيطروا تماماً على تجارة المواد الغذائية والصناعات الخفيفة و" الدياري " لا يميل للعمل الحكومي إلاّ أن كثيراً منهم انخرطوا في وظائف هامة في الدولة والجيش والشرطة .
أبنائي الطلبة والطالبات

الحبار هم القومية الثالثة لدولة جيطان ، وتكونت هذه القومية ممن جاؤوا من البحر ،وهم اما بحارة أو صيادون طاب لهم الإقامة على ساحل نويران ، فليس لهم نسب واحد ، وهذا كان واضحاً في اختلاف عاداتهم من دين وطعام .
أما عامة الحبار فهم فقراء أو متوسطو الحال يعملون لسواهم عمالاً تحت ظروف معيشية قاسية ، ولم يطوروا نظاماً اجتماعياً أو اقتصادياً يقود شعبهم ، وعلى الرغم من أنهم يشكلون غالبية سكان جيطان إلا أنهم كانوا الأقل حظاً في المعيشة والأزدهار .





أبنائي الطلبة والطالبات

القومية الرابعة والأخيرة هي شعب النظار العجيب ، فإن كان الصبار هم أصل هذه الصحراء فإن النظار كانوا من تلاهم في استيطان هذه الأرض ، ووجودهم عميق يمتد لآلاف السنين ، ويقال إنهم أتوا في مراكب من البحر فارين من بركان هائل دمر جزيرتهم في المحيط البعيد، وأستقر بهم الحال على أرض جيطان التي كانت خالية إلاّ من قلة من الصبار .
المهنة التي يتقنها النظار هي بدون منازع تجارة المال ،فقد سيطروا تماماً على تجارة البنوك والأسهم والصرافة وأسواق التأمين ووسعوا نشاطتهم حتى سيطروا على الملاهي وأندية القمار .

أبنائي الطلبة والطالبات

عانى النظار من ظاهرة غريبة إذ أن جنسهم النظاري لا يتناسل مع الأجناس الأخرى ، فلا يمكن لامرأة ناظرية أن تحمل من رجل غير ناظري ، ولا يلقح رجل ناظري امرأة من غير جنسه ، وإن عرفوا هذه الحقيقة منذ القدم إلاّ أنهم موّلوا تجارب علمية كثيرة ليصلوا إلى النتيجة نفسها وهي أن بيضة المرأة الناظريه ترفض الحيوان المنوي لغير جنسها ، وكذلك العكس .
ربما كانت هذه الظاهرة تفسر انغلاق مجتمع النظار على نفسه، فحيهم في مدينة نويران لا يسكنه سواهم ، ولكنهم كانوا يحافظون على علاقات جيدة مع جيرانهم من الشعوب الأخرى .
المرأة ركيزة الأسرة في المجتمع الناظري ، وهم لا يقرون بوجود عقد زواج ، والمرأة في علاقاتها الجنسية حره طليقة دون قيد ، وذلك حتى يضمنوا تحقيق حمل يضمن تكاثر جنسهم ، والمولود يبقى في رعاية أمه وينسب لها ، ولا يعرف له نسباُ تجاه الأب .

أبنائي الطلبة والطالبات

تلك كانت شعوب جيطان البائدة ، تناست اختلافاتها واجتمعت معاً لإنشاء دولة جيطان الحديثة حيث وضعوا دستوراً نظم العلاقات المتباينة بينهم ، وأهم ما توصلوا إليه كان مبدأ تداول السلطات بين الشعوب ، فأعلى منصب سياسي كان رئيس الوزراء حيث تتدوال رئاسته كل قومية لمدة سنة واحدة ، ولكن النظار بدهائهم اعتذروا عن قبول هذا المنصب مقابل أن يكون نائب رئيس الوزراء بصفة دائمة ناظرياًُ ، وهذا ما لاقى قبولاً لدى الشعوب الثلاثة الأخرى .
أما المبدأ الدستوري الثاني فكان عدم جواز أن تجمع قومية واحدة رئاسة سلطتين معاً ، فالسلطات الثلاث التنفيذية " مجلس الوزراء " والبرلمان " التشريع " والقضاء يجب أن تتوزع رئاستها على قوميات متعددة ، ومنذ قيام الدولة والعمل بالدستور لم يتقدم النظار مرة واحدة للترشح لرئاسة البرلمان واكتفوا برئاسة مجلس القضاء الأعلى وتركوا لسواهم رئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان .
ومنذ قيام دولة جيطان والإجماع يكاد يكون ناماً على إطلاق الحريات للأفراد والشركات والجمعيات للعمل بحرية كاملة .
أبنائي الطلبة والطالبات
كانت دولة جيطان القدوة التي تتمناها شعوب كثيرة وواحة الحرية الكاملة لمن دخل أرضها ، فالمخدرات والدعارة والقمار لم تحظر يوماًً ما بل كانت جزءاً من اقتصاد دولة شعب جيطان .
على الرغم من أن صحراء جيطان وسواحلها مرت بها الرسالات السماوية كلها ، الاّ أن شعوبها اتبعت أدياناً بعيدة كل البعد عن أن تكون سماوية ، فالنظار والحبار أحضروا معهم أوثانهم ومعتقداتهم البعيدة وطوروا وزادوا عليها من المجون والفجور لجذب الرواد إليها .
أما الديار والصبار الأقرب معرفة بالله والبعث فقد نسوا دينهم وعبدوا أوثاناً سموها بأسماء من عندهم .
تكوّنت لدى الشعوب طبقة كهنة قوية وغنية حافظت على المعابد الكثيرة وإدارتها بكفاءة عالية ،ولقيت طبقة الكهنة التأييد القوي من الساسة ورجال الأعمال ، والحق يقال أن دولة جيطان ودستورها كفلا حرية الدين والعبادة لكل مواطن مهما كان مذهبه ومعتقده ، ولم يحدث مطلقاً في تاريخ جيطان أن جرت صدامات دينية طائفية بين الشعوب ، فكل طائفة احترمت معتقدات الأخرى ، على الرغم من أن الدولة مارست الحياد التام حيال الدين الذي لا يدرس في مدارس الحكومة ، فجيطان كانت بحق دولة لا دينية " علمانية " يمارس فيها كل فرد المعتقد الذي يريد .
أبنائي الطلبة والطالبات
على هذه الأسس التاريخية والجغرافية والسكانية والسياسية قامت دولة جيطان التي ازدهرت وعظم شأنها وهذا ما سنأتي إليه في هذه الرواية .
طلال غزال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3alamelnet.niceboard.com
 
رواية * دولة اسمها الأمل * للروائي طلال غزال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رائعة * أحدب نوتردام * للروائي الفرنسي فيكتور هوجو
» رواية * قصة حب مجوسية * للمؤلف عبد الرحمن منيف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
The computerworld :: الرئيسية :: المنتدى الادبى :: قسم الروايات العربية-
انتقل الى: